الحداد
 صوت العشق والحب والجمال
.....

خالد لحمدي



....

                                                                                                       


 لصوته طعم المطر المتساقط في عيون الليل , فيكسب السهارى متعة ولذة .. يحلّق بنا إلى البعيد .. إلى ضفاف  خضراء شاسعة , فيغسل دواخلنا بمياه لا تجف عيونها وينابيعها المتأصلة جذورها  في رحم  هذه الأرض الحبلى بالهباء والألق .
يسموا بنا نحو الأحلام والحب والفرح والحياة الأكثر دفء ورومانسية وجمال .. وقد عبّر عن كل شيء بعبقرية ودهاء .. فأنشد للوطن بحس حضاري ووطني , متفوقا على ذاته بعواطف ملتهبة , حاملا قيم الخير والمحبة .. رائدا في بناء ذوق عال , وسمات مبتكرة للغناء واصوله المتجذرة في ذاته الملأى بالوله والشجن منغرسا في مجتمع يعي أصول الصوت العذب وفنونه الراقية .
منذ زمن بعيد وقلوبنا تُغنّي وتتذكر أغنياته التي لازالت تؤسس مدرسة العشق الأبدية الخالدة التي تحيا ولن تموت ذات يوم .
يخمد جراحنا بملامسة صوته أفئدتنا الوالهة وبحضوره في لحظات جنوننا الرائعة وركضنا على شواطئ البهجة خلف أمواج توقنا وأحلامنا المسافرة .. فيغني ونغني معه رائعة المحضار ..
أتهمني بالخطأ ويقول لي إنت خاطي .. وهو لي هو يزل دايم عليّ ويخطي .. وعند الحق كلين بايخطّيه .. غشيم الله يهديه .
....
نسي جلساتنا في السحـر ع الشواطي .. نريـح أقلوبنا  ونقول للعين شطّي .. وخلّي بحر مابينت شاطيه .. غشيم الله يهديه .
كان الوقت في لحظاته الأولى ولم يكتمل ذلك اللقاء ،  ولم تكتمل مرحلة الإنصهار والتمازج بعد  ، ولازالت الاشتعالات مستعرة ورماد الوجد لم يخمد ولم ينطفيء  .
فيبعثر المحضار أوراق الحلم ورسومات الوصال ، مستمتعاً بحصار حب جارف جعله ينشد .. وترجم ذلك الفنان الرائع عبدالرحمن الحداد  بإرتقاء وبنفس مفعمة بالأماني والحلم ..

محيتك من سطـور مذكـرة قلبي .. محيتك من رسوماتي الجميله
ولدري فين عاد الحب لك مخبي .. مكاني اذكـرك فـي كـــل ليله
مكاني كلما شفتك معدّي . بدون أشعور اشر لك بيدي أو ببتسامه
يامول شامه .. وباقــة ورد ع خـــدك علامــه .. يامـــول شامــه

وقد أدهشني كثيراً وهو يغنّي على شاشة التلفزيون في إحدى الحفلات  الوطنية ، وعلى وجهه يرتسم الفرح والحب للوطن والوحدة  الذي غنى لها أروع أغنياته بسمو ورقي ..
حين أنشد ..

مايو وفـي الثانـي وعشرين منه  .. ياشعبنا حققت أغلى الأماني
وبنيت فـوق الجنتين ألـــف جنه  .. مايستقـيم المـجـد الا  لبانـي
ياشعبنا لك بانزف التهاني .. لأنك قوي العزم ماترتضي الهون
وحده وبالوحده لنا النصر مضمون  ..
أو عندما يغني رائعة المحضار =  سعاد = .

قابليني ياسعــــــــــاد  .. والبسي ثوب السعاده
عدت لك والخير عاد ..  عـوّد الله كــل عــاده
بعد ماطال البعاد .. بيننا والشوق زاد .. اجتمعنا والتقينا واللقاء كان بالأحضان  ..

يشعر المستمع لهذه الأغنية وكأنه تائه في مدارات عشقية من السحر والجمال ، فيخرج عن نطاق  دائرته المتقوقع فيها ، ويشعر بعد غياب ولقاءه بمن يحب ، بأنه متلهف وشغوف في رؤية ثيابه واشتمام عطره ومشاركته في كل عاداته الرائعة والمستحبة .
وقد صدق المحضار في ذلك .. ويبق الصوت العذب أجمل الأشياء في هذا الكون الرحب ، ويظل عبدالرحمن الحداد رائد من رواد الغناء اليمني ، ومؤسس الجمال  الراقي وموّزع والنور والألوان المزهرة في زمن مرّ جميل  .  







المشاركات الشائعة من هذه المدونة