ورد على تخوم العمائم



ورد على تخوم العمائم
......

خالد لحمدي



صحيفة المسيلة العدد 806 الاربعاء
11 سبتمبر 2013م
         



الى امرأة هاتفتني  ..
ألا يوجد رجال هُنا ..؟
.......









رن هاتفي الخلوي بأنفاس ميتة وصوت متقطّع منهك مدجج بقذائف القلق وفحيح الرجاء .. مع بقايا ليل مثقل بمرارات الفجيعة وانثيالات الألم  .. كانت توشك أن ترسو مراكبي بعد نهار مليء بالسعير وشرارات التمزق وعواصف البغي وبراكين الرياء ..
متعثرة روحي  بقوافل الموت ، وعلى رأسي  تحوم حمائم سوداء لاتعرف الهديل .. مثقلة  قدماي ولاأكاد اخطو .. وعيناي ممسكتان ببقايا أمل ورجاء ..
جسدي  مثقل بمتاعي وتوشك الريح أن لاتبقي  منّي  شيء ، وفي عيناي خرير دمع لايكف ولايجف  .
سياط  القبيلة  تلاحقني .. ومدينتي  تتغنّى  بأمجاد أجدادها الأولين ، متناسية حاضر تتلاعب به عناكب الزيف .. وصغار  في  سوالفهم  سادرين   .
أثمة قبيلة كانت  هنا ..؟  أرد وجهي نحو جبال مدينتي .. فتشيح عنّي  خجل وحياء .. وترشقني بتساؤل .. أوهل ينبت الورد على تخوم  العمائم  ..؟
أسعى باحثا عن بعض من الصبر والأمل ، فقد شارفت شمسي تدنو وتغيب ، وعيون  الليل  تقذف حمم  القسوة  وبراكين الغضب .. وقلوب ملأى  بالنفاق والخوف ، تعود للخلف في هلع وتخاذل .. تتوسد  أرض  الخيبة وكثير من الثرثرة والكلام  .
يقتلني ويشل لحظات وقتي وصمتي  ..  صوت امرأة جزعة .. أثمة رجال هنا ..؟  امرأة  كتبت عنها ذات يوم حين أمتدت أياد الظلم اليها ، وشارفت روحها على نهايات الموت والفجيعة ، وقد كانت تعانق الأمل وابتهاجات الحياة .
يشق حزني أسوار روحي ، فتشتعل براكين الغيرة بداخلي ،  فأتأبط سيوف أجدادي القديمة .. أحقا أوشك المعتصم أن يعود ..؟ يستغيث بي زمني ، بصوت تردد صداه جبالي ووديان لهوي ومسالك مبتغاي  - وامعتصماه -  تدور الأرض بي ولم أعد أرى سوى سعيرا يشتعل ويحترق .. جبال ونخيل وورد وسماء معتمة .. وصوت ديكة وخراف وجمال وحيوانات وأشياء لا أعرفها ولم أرها ذات يوم ... سأعقر نياقي  حين تخذلني ، وسأتعفر بالموت وانتصر للحق ، سأُصلّي للسماء وأكثر التسابيح والدعاء .. اشتعالات حممي وغضبي يزيدان حرائقي ، سأبحث في كل مضائق المدينة ، وامتطي جيادي لأرى وجه الحقيقة ومعان حروف الأسئلة .. وقد  أينعت الفصول وحق قطافها ، وإن أوشكت أن تلتهم لغتي عروش الزيف ومسالك الرذيلة  ، ولم يبق سوى العمائم التائهة بين المذابح وصفوف الساجدين  .
سيدتي .. الآن أشعر أن مداد قلمي يتحرر ويستبقني  .. وإن كانت سيوف أجدادي  في شراهة للدماء ، سأبقى ممسكا  بما  بقي من ورق وحبر وأحرر السبايا وأنصف النساء  .   

المشاركات الشائعة من هذه المدونة