أحمد سالم البيض عذابات البُعد ومسالك الغياب هل الشعراء وحدهم من يعانون ويتعبون ، هل وحدهم التواقون للوصل واللقاء .؟ هل وحدها أرواحهم من تنام على جمر التشظّي وتستغيث في فياف مقفرة ولا مجيب سوى الألم.؟ عجباً لأرواح تعلم أين هدوؤها وسكينتها وتظل تبحث عن مسالك لا تدرُّ سوى اللهفة ومزيدٍ من التوجّع والأسى .! ستظل أسئلة الفقد حائرة عطشى.، مدثّرة بالليل وخيوط فجر لم يجيء ، وهكذا ولد الشعراء وكذلك سيرحلون . أيتها القصائد الوالهة لو ثمّة أجنحة لديك هل في يومٍ ما ستطيري وتسافري .؟ ذلك ما يدور بخلد الشعراء وتتساءل ذواتهم عنه كثيراً ، وهذا ماتصنعه القصيدة داخل روح الشاعر ، حتّى خروجها للمُتلقّي الذي تذهب به تأويلاته نحو مناحٍ عدّة وربّما إسقاطات يصنعها ذلك المتلقي مواكبة لأحداث سياسية أو مواقف عاطفية أو حوادث طارئة وقد رُبّما تتسبّب ببعض الحرج لدى بعض من الشعراء الذين يلزمون الصمت والحياد جرّاء تلك التساؤلات والتفسيرات وقد تجعل بعضًا منهم يجيبون بأريحية وتندّر : المعنى في بطن الشاعر . ويظل أجمل الشعراء من يضع قصيدته ثم يدعها تبحر في لجج من الصمت والتفكّر ميقنة بخُطى دروبها وجادة مسالكها الصائبة . وإن اللحظة هي من تصنع جمالية الكلمة وتنقش بمداد السحر روعة المعنى ، متسبّبة في ذوبان جليد الأرواح، المنغمرة بسيل من اللذة المغتسلة بأصداء الشوق المُتنكّر في صورٍ ووجوهٍ متعدّدة . إن للشوق خيوط يستشعرها القلب المُترع بالوله والتمنّي ، الذين يظلّان يرقبان بزوغ فجر قد يحمل بعض الأمل والتخيُّل ، قد يتحقق بعض منها وقد ربّما يذهبا ولا يُرى من وجههما شيئاً . وتظل تلك التخيّلات تصارع روح الشاعر وتيقظه بين لحظة وأخرى ولاتدعه يغفو أو يستريح . وبين وداع وفراق تمخر داخل روحه أشرعة الغياب وتنكسر على شواطئه انزياحات الحنين والعتاب والانتظارات الخرسى الهاربة . نعلم أيها القلب المُترع بالحنين والاشتياق ، إنّك لن تتوقّف عن إطلاق كلمات توقك وشغفك ، ولن تكف أو تصمت يوماً طالما لا تزال تشتعل بداخلك حرائق التوجّع ومدامع الصبابة التي لن تتخلّى عنك ولن تغادرك ما حييت ، وندرك أيضاً أنّك لن تقبل الصمت والانهزام حتّى تصل وجهتك وتبلغ مناح خُطاك ، ووحدها القصيدة هي التي ستخبرنا بحركة سفنك وكيف وأين مرافئها ستكون . كثيرون هم الشعراء الحضارمة الذين أوصلوا أغنياتهم إلى أمكنة بعيدة ، وسافرت عبر أصوات ملأى بالشجن ومقامات الصدق في الأداء والتغنّي ، فتركت أثراً لدى المستمع وظل يدندن بها دون سأمٍ أو ملل . وثمّة شعراء عاشوا يكتبون للحُب ، وينظمون أجمل القصائد وأعذبها باحثين عن الدفء والملاذ ، ساعين لاحتضان أوطانهم التي غادروها في عُمرٍ مُبكّرٍ وعاشت داخل أرواحهم ولم تغادرهم البتة ، ومنهم الشاعر الحضرمي أحمد سالم البيض الذي ولد في مدينة غيل باوزير سنة ١٩٤٠م وهاجر وهو في عمر الثالثة عشرة إلى دولة الكويت وقضى جُلّ سنين عُمرهِ هناك . بزغ صوته الشعري الغنائي سنة ١٩٦٣م وكانت أولى قصائده ( ياكامل الأوصاف) التي تغنّى بها الفنان الكبير كرامه مرسال والذي يقول في مطلعها : بشكي لقاضي الهوى من جور ماتلقيه نكابد الـبُـعـد والحـرمـان ونقـاسـيه والـعـهـد لـي بيننا ذاكـره أو ناسـيه أو مـرّ كالأطـياف يا كامـل الأوصـاف ليش عذّبتنا ليش ضيّعتنا وين وعدك لنا بالصدق والإنصاف .. ياكامل الأوصاف ثم تتابعت قصائده الغنائية وذاع صيته كشاعر متفرّد في جُمله وكلماته الشعرية الصادقة المُؤثرة ، وقد تغنّى بكلماته المستشار عبدالرحمن الحداد وأبوبكر سالم بلفقيه و كرامه مرسال و د. عبداللرب إدريس ومحفوظ بن بريك ومفتاح كنداره و بدوي زبير و خالد المُلّا و علي العطاس و خالد سلومه و سعيد عبدالنعيم و كفى عراقي و عبدالله مخرّج وعلي بن بريك وعارف فرج وآخرين . وكان للغُربة أثرها الشديد على روح الشاعر ، لِمَ لا وهو الذي عاش في دولة الكويت أكثر من ثلاثين عاماً ، كتب خلالها أجمل غنائياته الخالدة ، وصدح مُغرّداً بجوٍّ وحرقة ولم يفتر يوماً ، وظل مُحلّقا من غصن لآخر ، ناثراً بكلماته تهاويم روحه الوالهة للدفء وفصول العطر الناضحة بالشجو والشجن . كان حين يسمع أو يرى مسافراً ذاهباً نحو الوطن ، تلتهب دواخله ويتمنّى لو كان هو ذلك المسافر ، وهو الذي لا يطيق الوداع ولحظاته الموجعة ، وقد رُبّما يهرب محتمياً بذاته ، كي لا يرى أو يسمع كلمة طالما لم يعشقها ولم تطيقها روحه يوماً . كَتب يوماً بمدامع الشوق والتمنّي موضحاً مدى ما وصلت إليه روحه من وحشة وتوجّع للقاء أحبّائه وناسه ، دياره التي شبّ ونشأ على ترابها ، والتي ظلّت تشعله سُهداً ووجداً لفراقٍ لم يكن له يدٌ فيه ، ولم يستطع أن يعمل شيئاً حيال ما آلت إليه روحه الوالهة العاشقة . يارايحـين الـوطن زدتم بقلبي لهيب الشوق لي في وطاني حُبّي لأرض اليمن باقي ولن ينتسي ما دمت عربي يماني يامسقط الرأس فيك العز والحُب دام رُدّوا على من سأل بعد التحيّه سلام قولوا لباهي الوجن ماذا جرى لا خبر منّك ولا خط جاني خلّيتني فـي سهن عد الشُهر والليالي وإنت مبسوط هاني نتخبّر الليل لا خيّم وحل الظلام رُدّوا على من سأل بعد التحيّه سلام مارق قلبك وحــن من بعد ما وهبت لك عطفي وقوّة حناني من بعد ما الرأس دن لجلك وشـاع الـهـوى ما بين قاصـي وداني وبرغم كل التحدّي والعتب والملام رُدّوا على من سأل بعد التحيّه سلام إللـي طـواه الـزمـن اتركـه إنســاه لا عــوده لماضـي زمــاني مادام لي حُسن ظن في حاضر الحُب يروي قلب عطشان ضاني والقلب عنّصر قوي موقعه في الجسم هام رُدّوا على من سأل بعد التحيّه سلام مـا بـاه عهد الـوثن عهد التباهـي وحُـب الـذات مـا بـاه ثاني بل مقصدي كل من يوفي بعهد الهوى ويصـون أغلى الأمـاني يخلص مع صاحبه بالفعل لا بالكلام رُدّوا على من سأل بعد التحيّه سلام إنَّ للبُعدِ مراراتٍ وللغياب وجع لا يترك الروح تغفو أو تستكين ، وللتعلّق ألم قد يذهب بالقلب نحو دروب شائكة ، وذلك ما ذهب بالشاعر وألهب جذوة أشتياقه وولهه ، ما جعله يبث لواعج وجده ورغباته المنسترة التي أفصح عنها بحرقة وتلهّف . وكان صوت الفنان عبدالرحمن الحداد أكثر صدىً وانتشاراً ، وهو الذي تغنّى بهذه الأغنية التي تُعتبر من الروائع الخالدة ، التي نالت حظاً وشهرة في الخليج واليمن وأصقاع أخرى ، ولجمالية اللحن الذي صنعه بحرفة ودراية المُلحن جمعان أحمد بامطرف جاءت الأغنية مُطرّزة بالعذوبة والبهاء . منذُّ عهد بعيد لم اسمع رائعة كهذه ، وقد رُبّما يجود الزمن ولو بشيء مشابه لعمل كهذا ، ولكن لا زلت موقناً حتّى اللحظة بأن لا شيء يضاهي صوت عبدالرحمن الحداد.، الذي أمتعنا وأشجانا كثيراً ولا زلنا نبحث عنه ولم نشبع منه بعد ، وهو الذي تغنّى بكثير من قصائد الشاعر البيض التي لحّن مُجملها المُلحّن والشاعر جمعان بامطرف الذي تميّز بإحساس عال وذكاء مفرط في صناعة وتفصيل الألحان التي أختص بأدائها الفنان عبدالرحمن الحداد . ومن تلك الأغنيات رائعته الشهيرة ( من منّنا معصوم ) و ( شلّني يالمسافر ) و (التناقض عيب) وكثير من الأغنيات التي لا تزال ملتصقة بُعشّاق المعنى والسمو والارتقاء . وقد كان للكويت أثرٌ بالغ على روح الشاعر ، الذي عرف خلالها كثيرًا من الفنانين والفنانات ، وأنشأ علاقات جمّة بمطربيها وفنانيها وكتب على ترابها مُجمل قصائده وأغنياته التي تعدّدت أغراضها الشعرية مابين الحنين والوداع والفراق واللقاء والشوق والوحشة والسُهد والعتاب وغيرها من الأغراض التي يدور في فلكها مجمل الشعراء . حيث ارتبط بعلاقة وطيدة بالفنان د. عبدالرب إدريس الذي لحّن وغنّى له بعضًا من القصائد التي كتبها الشاعر خصّيصاً لإدريس ، وهو المُتقن المُجيد في صناعة اللحن وإلباس الكلمات أثواب لحنية تُترّجم معاني الكلمة بأناقة ودهشة ، والتي لا زال العُشّاق يُردّدونها حتّى اللحظة، تلك التي أجادها أبو عادل لحناً وموسيقى وغناء ، وأبرزها : (طيعني ارحم شبابي) و(من مد لي يدّه ) و لا تقول كلمة وداع . عذّبت قلبي حبيبي يوم قُلت الوداع سالك تخفّف لهيبي من عذاب الوداع أو باللقـاء أوعـده قُلله إلى الملتقى كلمة أمل تسعده ويزول عنه الشقاء لا تقول كلمة وداع من له إذا غبت عنّه وإنتَ حُبّه الوحيد وإنتَ حياته وفنّه كيف تبعـد بعـيد .؟ بالله لا تحـرمه منّك بلحظـة صفـاء عطه الهنا وأكرمه في الحُب حق الوفاء لا تقول كلمة وداع القلب لا حب يهوى كُل شيء في الحبيب والحُب يا ناس بلوى كل أمــره عـجـيـب ورد الهوى يجرحه بالشـوك كل ما جـنى لكن كـم يفـرحـه لـمّـا يـشـوف الـهـنا لا تقول كلمة وداع عُـد ياحبيبي لقلبي ما أطـيـق الـفراق مـا دام قـلـبي يـلـبّي لـك ولا يـوم راق الـبُعـد يا مصعـبه يومـه كأنـه سـنه أما الـذي يتعـبه لـو زدت بعد السـنه لا تقول كلمة وداع ومن أرق وأجمل أغنيات الشاعر تلك التي لحّنها الفنان والمُلحّن عوض سليمان والتي تغنّت بها الفنانة العدنية - كفى عراقي - قبل اعتزالها الغناء ، والتي تقول كلماتها : مالسبب ياحبيبي سبتني ليش وحدي غبت عنّي وأنا صابر على نار وجدي ليش ترمي بقلبي هل تناسيت حُبي باتحمّل عـذابك بس لـو كـان يرضيك حسبي الله عليك يامعذّب فـؤادي حسبي الله عليك أذكرك كل ليله رغـم هجـري وصـدّي رغـم كل التعـب منّك وكـل التحـدّي وإنتَ ضيّعت دربي بعـد كدّي وتعبي كُل ذا ياحبيب القلـب مـا با يكفّيك حسبي الله عليك يامعـذّب فـؤادي حسبي الله عليك فاكر أيام وليالي ولحظـات سُعـدي والهوى حولنا ويديك تمـرح بيدّي عنّدما كُنت جنبّي كم تهنّيت شُرّبي عود وأذكر زمان الحُب جدّد لياليك حسبي الله عليك يامعذّب فؤادي حسبي الله عليك وهناك الكثير من القصائد التي تغنّى بها فناني حضرموت والخليج والتي جمعها الشاعر في ديوانه الشعري الوحيد الموسوم ب ( حنين مغترب ) الذي نُشِر سنة ٢٠٠١م عن مطبعة الجيل الحديثة للأوفست بالمُكلا . وتظل أغنية - عتابك حلو - علامة فارقة ومحطّة هامة ، يجب التوقّف أمامها بإمعان وتبصّر لِما تحمل من معانٍ ومفردات سامية ونبيلة ، في توصيف العتاب ومآلاته المستحبّة . إذ لم يعاتب محبّاً أو عاشقاً مثلما عاتب الشاعر حبيبه بكلمات رقيقة متّزنة، خالية من العُقد والتكلّف ، والتي لحّنها وتغنّى بها الكبير أبوبكر سالم بلفقيه ، التي جاءت في ثلاثة مقاطع مُكبلهة ، ارتقى بها الراحل أبوبكر سالم ، وحلّق من خلالها في سماوات من الدهشة والانبهار ، في تصوير ذلك العتاب المُستحب الذي كتبه الشاعر البيض و صنع لحنه أبا أصيل بتمكّن وإحساس تجلى كثيراً في تصوير كل مقطع من القصيدة بصور تتوافق وتتناغم مع الكلمات والجُمل الشعرية ، وما تحمل من معانٍ سامية ونبيلة ، جُلها في عتاب المحب الذي ظل الشاعر يُمنّي به روحه ، وقد قيل أن العتاب من شيم العُشّاق الصادقين . وكم كنت ولا زلت في غمرة انشدادي وذهولي ، إذ لم أسمع أغنية في وصف العتاب بين الأحبّاء والسعي إليه بروعة وعذوبة أغنية كهذه ، وإن كان ما يكن ، يظل العِتاب رغبة مُلّحة يسعى نحوها الأحبّة ويخطون إليها المُحبين ، قد رُبّما تهدأ الأرواح بعد شحناء أو سوء فهم باعد بينهما سنين طوال ، تعود بعده غيوث الألفة تدثرهما بهالة من الوصل بعد فرقة وغياب . وقد برع أبوبكر سالم في تلحين وغناء هذه القصيدة ، إذ ألبسها ألواناً طيفيّة مُلوّنة ، استعذبتها الأرواح عند سماعها ، ولا تزال ملتصقة بأذن المُتلقّي حتّى اللحظة. حيث تبدأ الأغنية بمقدّمة موسيقية تمهيدية ، تهامس خلالها آلة الكمان الآلات المصاحبة ، ثم تغازل آلة العود جميع الآلات مختتمة تلك المقدمة ، بالدخول في موسيقى تمهيدية على ميزان 4/4 قبل غناء الكوبلية الأول من الأغنية ، تحاور خلاله آلة الناي الآلات المصاحبة ثم تهمس آلة الأورج همس خفيض يتم بَعده الدخول في غناء الكوبليه الأول من الأغنية . عتابك حلو يامحلى العِتاب ونارك جنّتي مـاهـي عـذاب ولو منّك عتب جاني سعيد الحظ تلقاني نعم مهما جرى منّك ومهما القلب ذاب عتابك حلو يامحلى العِتاب وبانتهاء الكوبليه الأول من القصيدة تأتِي الموسيقى بصورة وشكل مغايرين ، وتنفرد بذلك آلة الأورج بتجلّي ووضوح في محاورة عاتبة وآلة العود الذي يطلق زفرات مشحونة بتوجّع وألم ، يبدأ بعدها غناء الكوبليه الثاني من الأغنية . دليل الحُـب بكلمة عتب منّك وفي بسمه ونظرة حُب بهمسة عتب منّك على كلمه ومن عاتبك ماينساك لا والله مـايـنـسـاك ولا ظـنّيـت تـنساني وشانك في الهوى شأني أنا سلّمت لك أمري لأنّي فيك حاب عتابك حلو يامحلى العِتاب وبانتهاء الكوبليه الثاني تأتي الموسيقي التمهيدية للانتقال للكوبليه الأخير من الأغنية ، إذ يأتي صوت الأورج معانقاً آلة الكمان يليه فاصل تتدخّل خلالة آلة الرق والعود في هذيان وتشوّق يعود بعدهما الأورج ليقطع تحاورهما فيظهر للتو صوت الناي بتجلٍ وانتشاء . أحب التيه في حُبّك وفي مشيتك وغرورك واشوف بدر في ليل الدجى قد بان من نـورك ولو يعتب علي قلبك أنا باحـس بشعورك وحتّى الطيف مش مُمكن تمرّ لحظة ولا يزورك ترانـي بـيـن خـلاّني قرير العين بك هاني ولا أحسِب لعُذّال الهوى عنّدي حساب عتابك حلو يامحلى العتاب ثم يتم العودة لغناء الكوبليه الأول من الأغنية ، مردّداً أبو أصيل حينها تخميسة القصيدة (عتابك حلو يامحلى العتاب) ، يرافقه في ذلك أصوات الكورس يصحبهما الأورج في وداع مهيب مختتماً الأغنية بحالة من التضاؤل والانخفاض لصوته وأصوات الآلات الموسيقية المصاحبة. رحم الله الشاعر أحمد سالم البيض الذي رحل عنّا صبيحة الأربعاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٨م، ذلك النجم الذي لم يغب ضوؤه ، ولاتزال خيوط نوره تضيء عتمة أيامنا بأعذب الشعر وأجمل القصائد والنغم .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة