فلنختلف قليلاً أو لا يحق لي أن أعاتبك ولو مرّة واحدة ، في حين لا تزال تمطرني بسيل غيوثك التي لم أقرأ مفرداتها في قواميس اللغة ولم أجد لها معنىٍّ أو شرحاً وافياً . أو هي اللغة من عجزت على إيصال المعنى أم ثمّة حاجز من اللافهم وقف بيننا و أوصد دروب الشرح والكلام .؟ فلنوضّح لذواتنا ما استعصي فهمه ولم ندرك معانيه ، قبل أن نسلك دروباً ومضايق شائكة . لم نعش لحظة كهذه ، أنسيت ذلك أم لا زلت تذكر كيف كُنّا ذات عمر بهي .؟ ليس للغياب ذنب أو خطيئة بل نحنُ من تركنا جسور الوهم تنصُب بنيانها حولنا دون أن نكترث لمآلات ذلك ولم نعره اهتماماً . ألستَ معي في ماذهبت إليه أم أن لك رأيٌ مغايراً .؟ فلنختلف قليلاً كي نُمسك بعمق الأشياءُُ، ولا نكترث بما يطفو من غثاء وتوجّس ، ونتقاسم لذة العتاب قبل أن يستفحل في الأنفس الشك والتوهّم ، حينها ستندم أرواحنا وتتحسّر كثيراً . أو لا زلت تعي جيداً ، أم نسيت ذلك الوقت والنهارات التي لا تعرف بؤساً أو غروباً ، ذلك العمر الموشّى بالبهجة وخيوط الدهشة والفرح .؟ حين شيّدنا منازل البوح وفضاءات لا تنفتح أبوابها لسوانا . دع عنك خوفك وقلقك ، قد رُبّما لا يزال في العمر متسع نُرمّم خلاله آثار خطواتنا الموشومة بالصدق وبراءة الأتقياء ، ونحن نعلم كيف كُنّا وكيف غداً سنكون ، ووحدنا من ندرك حقيقة الأشياء ومآلات حياتنا القادمة . لا تخفي بداخلك شيئاً وأفصح عمّا يختلج بخاطرك ، وانثر غيوث عطرك كما شئت وكيفما تريد ، فقد نفضنا ما علق بأرواحنا من ترهات الأدعياء الكاذبين . لم أشكُّ يوماً ولم ينتابني شيء من التوجّس ، وقد أمتلأتُ بفيوض نورك الذي لم يغادرني البتة . أو تذكر ذات عُمرٍ حين غنّيت لك رائعة محمد سعد عبدالله .؟ ياحبيبي ليش من كلمة عتاب هكذا تغضب وتزعل تبتدي ترميني في بحر العذاب والوفـاء والـود يكمل ياحبيب ليش تجرحك كلمة عتاب ياحبيب ليش حُبّنا يصـبح سـراب ياحبيبي بالعتاب الحُب يكبر والغـرام بالعتاب يتجدّد أكثر وإنتَ من كلمة عتاب هكذا تغضب وتزعل ياحبيبي . قُلت لي يومها بصوتٍ مشوب بالعَبرة والإختناق : - أو كل هذا الشجن لأجلي .؟ قلت للتو : - لم أغنِِّ لا أحد قبلك ولن يسمع شجوي سواك . وعادت حينها مياه غرسنا وفق خططنا المرجوّة الصائبة . هكذا كُنّا ولانزل بعهدنا ممسكين ، أم أن طارئ لم أعلم به أربك ما أتفقنا عليه ، فلتقلها بجرأة وتحرّر ، ولا تحبس الكلمات بداخلك ، فذلك مؤلم ومخيف .؟ فلا زلت أذكر حين قلتَ لي : - أنا لك وحدك فقط . أو تذّكُر ذلك أم تلفّعت بحاضر قاتل ومميت .؟ فلندع ذلك جانباً ولتسمعِني بعض مفرداتك التي لا تزال ملتصقة بطبلتي أذني ، ليس لشيء ، فقط لأهدأ وأطمئن. لا تخف ، لازلت كما عهدتني ولم يتغيّر بداخلي شيئاً . ما يخيفني فقدك الذي طال كثيراً ، وتوجّسي من قادمٍ لم أفهمه ولم أعي من ملامحه شيء . لا أدر مايحدث ويجول بخاطرك ، ولتثق جيداً أن ذلك النرجس الذي زرعناه في بوار جدبنا قد أنبت مشاتل عطرٍ يتسابق على الظفر به العُشّاق الوالهين . فلتبق كما عهدتك ، فلازلت أدرك جيداً أن بداخلك هالة من الحُب لن تفنى ولن يغزوها الجدب والشقاء . فلتعتب إذن ، ولنبقَ أحبّة متصالحين ، ودعني انتظر عبورك ، وقد خلت الأرصفة من المارة ولم يبقى أحدٌ ُسواي ينتظر . خالد

المشاركات الشائعة من هذه المدونة