صوتُكِ لي ولا سواي
...



خالد لحمدي




صحيفة المسيلة العدد 815 الأربعاء 27 نوفمبر 2103م
.....






أخاف من الحلم والكوابيس الكثيرة .. ولكن ثمّة أشياء لاتتحقق سوى في الحلم وتغدو في لحظات آسرة حقيقة وأجمل من الحقيقة .. لأول مرة أشعر أنّي محاصر بكثير من العيون والأسئلة ، ودواخلي تكاد تمسك على بقايا ليل لاتزال خيوط بهاءه ترتسم في عيناي وذاكرتي .. ومن الإستحالة أن أدعه يذهب أو أستفيق من غفوتي التي تهت في خلجانها وحدائقها ، فكانت أمل أحتضنه بغواية ووفاء .. ولم أكن أرغب البوح بشيء .. طالما الأحلام هي التي نستطيع تحقيق خلالها مانرغب ومانتمنى .. وفي صحونا لانستطيع تحقيق بعض مما حلمنا به .. وأكون مرغم بالهذيان لك .. لتأتين كل لحظة ولايذهب صوتك وطيفك أمكنة لاأرغب ذهابك اليها .. ذلك .. أن صوتك يمدّني ببحر من النشوة أغرق خلاله ، وسيل من الكلمات وأنهار من العسل والجُمل .. وكل الهواتف الأرضية والمحمولة لاتغنيني ولاتشبع حلمي  وقد بقي القلب يقظ لايغفو أوينام .. وأؤكد لك .. في حين يغيب عنّي وينقطع صوتك ، تتوه روحي وتنهار حواسي ، ولا أعد أدرك في الكون شيئا ..
صوتك يحملني  ويسافر بي الى شطئان ومدن بعيدة ، من الاستحالة بلوغها والوصل اليها .. فعظمتي  مرهونة بكِ ، فإبقي حضورك يُظللني ويُذهب عنّي شتاءاتي وخوفي ، ودعي صوتك يضيء ليلي وماتبقّى من سنيني الآتيات .
فصوتك لي ولا سواي يستطع امتلاكه .. حق من حقوقي التي أمتلكته  وصنعت لأجله المستحيل ..
أو هل تجرؤين منحه لسواي ..؟
حبيبة الروح والجرح .. بدونك تجف الجداول وعيون النهر وتُكسف الشمس وينتحر القمر .. ممتلىء بكِ وتشتد أشواقي وفقدي ،  فتشتعل القصائد لتُكحل عينيك بالنور والشوق  وأطياف البهاء .
أتعلمين .. كم أعشق الليل لأتسلل خلاله الى ملكوت روحك ، وأرتل التسابيح في انتظارك ، على جمرّ الترقّب وشهقات الحنين والوجع .. تتسارع نبضات قلبي وتضطرب كثيرا ، وتضيع جملي وأحرفي ، وأتحاشى أن أفقد اتزاني وأذهب في اغماءة ولاتُصحّيني سوى خيوط النهار وأشعته الحارقة  .. فلاتدعي شيء يحدث كهذا .. ولتكوني شهر زاد المُحبّة لشهريار المُحب ..
جميع الأرواح هاجعة في سبات ، وروحي وأطرافي يحرقها البرد في انتظار صوتك الذي يدفئني فأهجع بعدها وأنام .. كل التحديات والسيوف مررت على أسنّتها دون قطرة دم واحدة .. وصوثكِ يجيء بغنج ويغيب بجرحٍ وألم .. ومتى ينتصف الليل لأراك من جديد ..؟
أولهذا الحد من القسوة والعناد أنتِ ..؟
بصوتك أستطيع أن أنثر ملايين من الإبتسامات والقُبل للفقراء والمعدمين ، وأشعل الأرض براكين من الشوق لينام على ضفافها العشّاق المعدمين  ..
أو هل تترك الفراشات النور وتذهب بعيدا ..؟ 
عزاءاتي  دموعي ، تسافر نحوك على خيوط واهية من الليل يملؤها السحر واللهفة والأسئلة الحيرى ، أمرُّ بمحاذاة كهوف البوح  والنجوى  ، وبحة  صوتك تسكنني  ، لأصل اليك بكامل أناقتي وعفويتي ، قبل أن يُعلن موتي وتموت بيننا أعذب الأشياء .         


        


المشاركات الشائعة من هذه المدونة