ماحدث ويحدث
...





خالد لحمدي




صحيفة – المسيلة – العدد 812 الاربعاء 06 نوفمبر 2013م
.....




يتزايد خفقان قلبي كُلّما سمعت صوتُكِ أو لحظت صورتك تمرّ أمامي .. أُسارع  فأهاتَفك .. ولامجيب سوى الصدى ، أبعث الرسائل ولاسؤال أو إجابة .. لم تكوني ذات يوم هكذا ... الأدب هو السمو والارتقاء وسواه لايساوي شيئاً ..
مُحال أن أُصدّق ماحدث ويحدث .. فقد تركت مدينتي لأجلك وتشرّدت في منافٍ وأشتات بعيدة .. وأخبرتُكِ بذلك مراراً ،  ولكن ثمّة شيطان يهمس في أذنيك بالكذب والافتراء ، وستنكشف الأقنعة والحقيقة ذات يوم ..
النُبل شيم النُبلاء .. والإيهام بالزيف من طبائع الجُبناء ..! وكنتُ نبيلٍ معكِ .. وحملتُكِ عمراً من الحلم داخل تلابيب روحي بصدق ووفاء ، وإن مايحدث من قبلكِ هو الانصياع والإصغاء لسماسرة الدجل والإفك وهم كثر وحولك يتحلّقون .. يتهافتون .. ولنقائك  وطهرك  تصغين لهم دون أن تعين مايضمر لك هؤلاء .. احذريهم .. ففي جرار العسل جرع  من السم ، وأنتِ لطيبتك لاتدركين ..!
كنت لك قلب ينضح بالصدق وغيث من المحبة والمطر .. وسواك لايوجد له ذكر في روحي ودفاتري .. وتباً .. لأولئك البائسين .. ففي كل كتاباتي وكتبي ، همست لكِ .. لقد أتعبتني الكتابة اليك كثيراً .. وأنت تقرأين ولاتقرأين .  
تستعرضين خطاباتك أمامي بتحد وكبرياء .. ألم يكن بيننا جسر من الود والثقة ، في لحظة يموت كل ذاك الزمن وتنهار القيم  ويموت الوفاء ..؟!
لاأُصدّق ذلك .. أي زمن هذا يغتال النور ويعشق العتمة ويحتفي بالكاذبين ..؟ ورغم كل ماحدث ويحدث .. لست مُصدق إن تأتي سيول الوجع  من أوديتك وجبالك .. لأنكِ شيء آخر ، وحلم لازال يتخلّق بالدهشة وعيون البهاء .
أنتِ لستِ منهم .. وبدونك تظل روحي متعبة وتتلفع  بليل مخيف ..!
أولم أخبرك مراراً ، فتضحك روحك بسخرية  وازدراء ، وهم بذلك سعداء يتضاحكون ..
فطبائع النبلاء لاتعرف الكذب ، وتعمل بصدق وكبرياء .. في حين لم تعتد روحي على شيء مثل هذا ، وممتلئة بالفضائل والقيم النبيلة ، وتسعى بثقة  لوأد تصدعات الزيف والمخاتلة ، وقد تزايدت أصواتهم ، وبحقدهم  يهرفون ..
لست ممن يخاف أحداً .. سوى واحد أحد .. وسواه لاأعره اهتمام .. والكرام كرام وإن تغيّرت الأزمان والأمكنة ..
تظل وجوههم وأرواحهم بيضاء نقية ،  تنثر الخير والمحبة دون أي استثناء .
وبقدر ماالحياة ممتعة ويجب أن نعيشها بحب وبهاء .. فإننا سنصادف  في دروبنا ومسالكنا كثير من السواد والقبح .. سنمرّ بمحاذاته ولن نعره اهتمام ، لنشأتنا في عوالم يملؤها النور والكثير من الضياء .
فقط لكي تعلمي .. أن الحياة رائعة .. حين تكون خلالها دواخلنا ملأى بالصدق والنبل والوفاء .. والفطرة هي التي  تجعلك تنصاع نحو دروبك وتنقاد تجاهها طواعية ، ودون املاءات من أحد ... ذلك هو الصدق الذي نشأ في الروح صغيراً وتكاثر بعزة ووفاء . 
    

  
          



                                              

المشاركات الشائعة من هذه المدونة