أو قَد يكونُ سَهواً ..؟

.......

خالد لحمدي

.................

 

 

لن تطأ قدمي هذه الأرض طالما كنتِ تسكنيها .. روائحك وكل شيئاً فيها يُذكرّني بكِ .. كيف لا وقد رحلت بدونك ، في حين قد أبت روحك الرحيل  معي .. كان يمكن للرحيل أن يكون معك ذو معانٍ وأسماء أخرى .. أوهل  يُشطّر روح  ويُجزّاء  في لحظة  وداع ورحيل مباغت .. كنتِ أنتِ جزء من تلك اللحظة وذلك الوداع ..؟

كنتِ سعيدة بذلك ... ووصلتني رسائلك التي رغبتي في ايصالها لي .. بعد عمرً من اللوعة والإشتياق ، بدأ ذهني يقرأ  تلك اللحظات التي كان  يهاتفني خلالها صوتك .. ويملؤني  بكثير من الخوف ويتركني على حواف الجرح والمستحيل  .

أو قد يكون سهواً حين ندع من نعشقهم يغادروننا دون أن نطبع على وجوههم بعض القُبل لحظة الوداع ،  ونترك أعيننا ترسم  لوحة بؤس وعذاب ..  يطرّزها النسيان وعيون السفر  ...؟  

كنتِ  مدينة خرساء .. حين شددت رحالي نحو صحراء تتلفع بالجدب وتموت على عتبات أحلاماً توشك تأفل وتنطفىء .  

كانت ليلة أكثر نزفاً ... وقد يممت وجهي نحو درباً  يحملني على مشارف الوجع  ومدارت الخيبة والجنون  .

بعد عام من التيه والدهشة ..  ومغازلة  أمواج  لاتعرف الزيف أو المخاتلة .. لاتزال تذكرني .. في حين قد سكن النسيان أرواحاً  من الإستحالة أن يغزوها شيء من الإكتفاء ، لما  كان يسكن افئدتها حنين ووله  ولم يكن شيئا آخر سواه  .

رحلتَ ألوك فيوضات صمتي .. وأجرّ خلفي ذاكرة تحب ولاتنسى  .... وكانت حينها  تعويذة الخلاص وحسابات زمن بليد تغلق  دروبي  .. لاتفهم عن الكبرياء والحب  أي شيئا  .

رغم كل تلك العوائق  لازلت بحاجة اليك ... وهاأنا أمد لك يدي ، ومن الاستحالة أن تكون كل تلك البيوت لاتسمع وليس لها عيون .

فإن  كانت كذلك ... فقد حق لي حبس الهواء وكتم تلك الأنفاس المراوغة الكاذبة  .

أوهل العشاق يكذبون ...؟

نتواءات النعي والعزاءات تلاحقني .. تتقاسم معي نهاراتي وتنام على وسائد ليلي غير عابئة بموتي .. وتكاد تجردني من أرق حلم  وأجمل ذكرى  .

وادٍ سحيق أبتلعني .. اخطو فيه بمشقة وتعب ... متعبة روحي ... وقد صرت  غريباً ... أو هل تعشق دياري الغرباء ....؟ إنني  أبكي روح  ميتة فقدتها  منذ عهد باذخ  بالمرارت وسنين من الشقاء   .

لقد حُق اعتذارك لي ، بعد عدوان وإثم  وثغاء واستهزاء كثير ..

لقد صرت بَعدكِ استجدي العطايا ومجنون يبحث عن أرض  تأوي جرحه وأنت له  لا تأبهين  .

وقد صارت كوابيسي تزداد لهفة للعودة اليك  .

سيرقص البحر حين يلحظني  وسيلقي برذاذه نحوي فرحاً باللقاء .

تعلمين أنّهم قد القوا  بي بعيداً بعد أن تأكد لهم تعلّقي  بعينيك  وحنيني الكثير اليك  .

يجب أن ننسى كل شيء  ونعود نحو أرض لازالت تحمل آثار أقدامنا ولم تدع أن يمحوها أحد .

سأغفر لهم جميعاً .. حين تمطر سمائي بزخّات صوتك الذي افتقدته سنين طوال  . وإن تلفّع  الليل بخيوط ظلمته وفقد ضياءه .. سأبقى لأجلك أنتظر أنتظر  .

                  

المشاركات الشائعة من هذه المدونة