فلأحتفي
بكِ إذن
.....
خالد
لحمدي
دون
كل النساء تمرّين على حواف الروح فتشعلي حرائق العشق ، فيبكي الجرح ولايشفى أويتعافى ذات يوم .
دون
كل العيون التي أنظر نحوها .. تبقى شظايا ضوئها على وجهي وملامحي .. ودون كل
الأصوات التي أعشقها .. فتستبيحني ولاتنفك أن تطلقني من أسرها العذب الشهي .
شفاهُنا
تكاد تشتعل شوقاً لتداعب بعضها بعض دون خوف أوحياء .. أوليس للنار كثيرٌ من الحطب لتحافظ على الاشتعال والبقاء
..؟!
أتدركين
مدى الحرائق التي أشعلها طيفك ولم تستطع إخمادها ينابيع الأرض وبحار العالم التي
ترتسم على حوافها صورك وأطياف وجهك ، الذي لايتغيّر .. ولايمحوه موج أو غيمٌ أومطر ..؟
أوهل
تدركين حجم حماقاتك ... والخسارات التي طالتني
وأبعدت شطآني ومدني ، وتركتني أحتسي جمرات الترقّب وشهقات الفراق ..؟
أعرف
جيداً .. كبرياءك وشططك .. وماأوصلتني
اليه من نهايات موجعة وقاتمة ... لم أكن
سعيداً حين غادرتني مدينتي .. مدينتك التي رحلت معي .. وصارت تتنفسني .. تنام
وتصحو معي .. وأنتِ في غيّك لاتدركين شيئا .
أيحق
لروح والهة أن تعيش هذه النهاية القاتمة دون جرم
اقترفته فتُعاقب عليه بهذه اللعنة وكل هذا الجزاء ..؟
لقد
خُلقنا من ضلع أشف لايعرف سوى العذوبة
واللهفة والشجن .
أنسيتي
تلك الكلمات التي تغنّت بها شفتاك ولسانك ، ورقصت حينها أرواحنا على وهج أحرفك ذات صباح أرجواني عذب نديّ ..؟
كانت
ضحكاتك تغمر الكون ، وتمطرني بسيل من
الأنوثة الآسرة ، تشعلني وتطفئني .. تجعلني كتلة من رمادٍ وبركانٍ
من لهب .. لم أنس شيئاً ، ولازلت مُحتفِظاً بعينيك ، لحين تجفّ ينابيع
البهجة وتفاجئني سنيني العجاف .. سأرتشف ماءها حين لاأجد حولي شيئاً سوى العطش والسراب .
فلأحتفي
بك إذن .. وإن كان في ظلّ غيابك ، وتعلّقك بوهم لن تحصدي منه سوى القهر والألم .
أولستِ
مثل بقية النساء ..؟
حين تشعر
بالجوع والعطش ، تذهب صوب منابع الدفء وعيون الارتواء ...؟
ستفهمين
يوماً كلماتي وماقلت لك .. قد يجيء وقت تغادر عصافير الحنين
أعشاشها ولا تجد شجرة تحتمي بها وقد رحلت
جذورها وزمانها والمكان .
أيها
المهبولة الملأى بالجنون .. المهووسة بالبذخ والترف .
ثمّة
حياةٌ زرعتها تحت قدميك .. فأتت يديك بإستهزاء على كل
شيء فيها ، ولم تبقِ من عطر وردها سوى رحيق الانتظار .. وخيوط شمس آفلة نحو الانذواء
والمغيب .
أتنكرين
ماجنته يديك ، وماأقترفته روحك من حماقة وغباء ..؟
كنّتُ
أرى خلالكِ فجر ضيائي ، وقمري الذي يُضيء خيوط ليلي ، ويجعلني أكثر وسامة وملك
العشّاق الأثرياء ..
داخلك
حينها غرور الأنوثة ، وبريق المدينة التي تمسكين به كثيراً .. وهي التي تتزيّن بكِ
، ولاتعشق فيك شيئاً ، ولن تصنع سوى الفضيحة وكثير من الندم .
كم
أنا لازلت محافظاً على الوفاء بعهدي .. ولازالت شموعي مضاءة لأجلك ولم أطفئها بعد ..
وأشجار حدائقي تُغني الفرح والتهاليل لسماع صوتك .. والرغبة في لقائك .. وإن يكن
قد أوشك العطر أن تتغير روائحه ولونه .. ولكن ..! للرغبة لذة ومطر لايكفُّ عن التساقط
في كل الأزمنة والفصول .
أو قيل
يوماً أن الورد يهرم أو يشيخ ..؟
فلتهدأ
إذن أمواج بحرك .. ودعي سواحلك تترقّب وتنتظر ... ولأبقى أحتفي بك إذن .. في انتظار وعد قد
يجيء ، مليء بالغيوث وكثير من المطر .