صلاة
أخيرة
مابينَ
وعدٍ وحلمٍ وتشوّق لّلقاء ، مابين جرحٍ وصمتٍ وفصول ملأى بغيوث البكاء ، يتزايد
صقيعي وخوفي فأسعى لإحتوائك وقد رحلت القطارات والأرصفة وأنا واقفاً انتظر ..
تشابهت مسالكي ولم أعد ادرك زمني فأعددت حقائب شتاتي حين ضاقت دروبي وتعثّرت خُطاي
.. أُناديكِ بشغفٍ .. أسماء .. حبيبتي .. إن اللذين حولي لاأُريدهم ولاأرغب سواكِ
.. بداخلي فراشات تُسافر نحو ضيائك ، لاتخشى الموت وحرائق اللهب .. تتشهّى الأماني
خلف خريف الضباب .. يضطرم جنوني وتقف أسئلتي بين التخوّف والرجاء ، وقد أوشكتِ على
مغادرة كهوف ليلي ، وعيناي ممسكة بخيوط الصباح .. تَمرُّ بذاكرتي تعرّجات جسدك
التي توشك أن تغادرني فتزف حينها روحي
جبالاً من المقتِ ، ولاتعبأ بالصخب وهمهات النساء .. أدعو بصوت منكسر .. أسماء ..
أنتِ لي .. دعي شيخك الهرم ينهشه الخرف والخواء .. كارثة حين تُقبّل الريح وجه الماء ، وينتهك الليل سدرة النجوى ويغتصب بكارة
النرجس بجرم وازدراء .. كان يُمكنُكِ أن تعملي شيئاً لأجلي ، فقط .. تلفّعتي
بالجبن والصمت وبعض النواح .. وذئب الفحولة ينهشكك بعهر وانحدار ، بسياطه يجلدك
ويقذفك بأبشع السباب ، وزاد وجعي حين قلتِ لي ذات مساء .. أحبُكَ .. وسأكون لك
وحدك ، وأُفكر فيك أكثر من نفسي واشتعلُ شوقاً إليكَ .. حُبّي .. أتخوّف كثيراً أن
تذهب وأظل وحيدة .. فلأجلك سأترك عالمي
وأعيش عالمك ، سأكون ملكك وحدك تصنع بي ماتشاء .. وأؤكد لكَ أنني سأحرق عباءتي
وأُحطّم هاتفي الخلوي في أول ليلة آتي فيها اليك .
كنت
أُصدّقك .. ولكن ماذا حدث إذا ..؟ لاتستطيع قوة أن تُجبرك في العودة اليه .. أبوك
وأخوتك .. يفرشون لك مضايق الهزيمة والانكسار .
حُبي ..
لم أنس حين قلتِ لي تعبت جداً ، حاولت بكل الطرق وفشلت في أن آتي اليك ..
لم استطع أن أعمل شيئاً .. كان صغيري يأخذني نحو عوالمه ، وروحي تستحث الموت
وتستجدي الخلاص .. أشعلت كلماتك جنوني ، وانسكب أملي على وجنتيّ دماً .. وعانق
الورد أشواك حُزني وتعطّرت روحي بالخيبة
بعد حلم وانتظار .. أنتِ لاتدركين مدى
وحشتك وفقدك ، وتزايد حُبكِ بداخلي .. فلأجلك أقلعت عن السجائر والسهر والفودكا ،
حين رأيت فيكِ تباشير حُلمي وعمري المُخضّب بالنور والياسمين . وهاأنا الآن أشعر
بثقل الحياة وقسوتها بدونك ، وصار كل شيء حولي سراب وفراغ .. أنظر إلى جدران غرفتي ألمح
صوراً تطل بخبث لترى لعنة الإغواء .. حين تصبح النهايات قاتمة وتُعانق
الخديعة الطهر والغباء .. ومملكتي لاتزال على حوافها تشتعل قناديل الترقّب لاحتضان
الضياء ، حبيبتي .. هاهي أوراق خريفي تودع
عواصفها ، فأُرتل صلاتي الأخيرة ، واحتفل بكرنفال الحقيقة تحت شمس قاسية ،
تشاركني تفاحة الغواية فتنة
الاستجداء .