عَطَشٌ
على جمر الصبر وعقارب الوقت تنام روحي
مسهَّدة للّقاء ..
أنتظر كثيراً ليأتي صوته وقد نام الليلُ
حولي ؛ فأجمّل لحظات وقتي بتراتيل بوحه , وأحتضنه برغبةٍ واشتهاء ..
يُطفئُ بداخلي حرائق الشغف وليالي
الانتظار ..
ذات ليلةٍ قلتُ له :
- أود أن تمنحَني صدرك كي أغفو عليه
وأنام ، وأترك سفني في مياهك تذهب بي كيفما تشاء ..
فلترأف بي قليلاً , فحين اهتديتُ إليك
صار فرحي لا يتَّسع له مدى .
أحقاً بعد كل هذا العمر والأمنيات
العقيمة ، أجد صوتاً يُخرِجُني من مضايق حزني ، وأرى عمري الذي أضعته بين براثن
كهلٍ لا يجيد سوى شيءٍ واحدٍ , وينزوي خلف رجولةِ كابئة ..؟!
لستُ في حاجةٍ لشيءٍ ، سوى رجلٍ يأخذني
من يدي ويطير بي , يلوّن حلمي بزخّات مطره ، وانهمارات دفئه ، وأنفاسه العابقة
باللذة والاشتهاء ..
هو أنتَ , رغم شُحّ كلِماتك ، تَظل
مفرداتك وجُملك تشعلني ، فأموت عشقاً ولهباً. أتُرى بماذا يُخبرك قلبك ويُحدّثك
عنّي ..؟
أعترف باندفاعاتي وحماقاتي الكثيرة ..
لا أعي شيئاً مما أرتكبه تجاهك , وأجد
يدي تطلب رقمك , لا أفكر حينها في شيءٍ سوى صوتك وهو الأهم من كل شيء ..
ولتثق جيداً أنِّي لستُ ممن تهِبُ
روحَها لكلِّ قادم سواك , حين عصفت زوابعك بأعلام قلاعي , وتفجّرت ينابيع أرضي
حُباً وولهاً لا ينتهي ..
لن أسامح من تسبّب في قتلي باسم الطهر,
وبروتوكول القبيلة ، وأماتني لينسى كوابيس وهمه ، ولم ينظر لحظة نحو ملكوت السماء
.!
هدأت براكين خوفي وغضبي ؛ حين قلت لي :
-
أميرتي .. لكِ ذلك وأكثر ..
فقلت
لك :
-
مليكي .. أنتظرُ مرورَ أحصنتك وموكب ركبك ؛
لأنظر الدربَ , وتأتي في غفلة من كتائب العسس ..
كنت
في أوج توجساتك وقلقك ، والجوع يضرب شتاءات ليلي ..
فأُطمئنك
، بخلو مملكتي من الغرباء ..
فلتلبسني
ثيابي ، وتاج مُلكي بيديك , ونحتفل بعيد الجلوس على العرش بعد عمر من العذاب ,
فغرف القلب مشرعة كي تطأها قدماك ، ونطوف معاً طواف اللقاء ..
أفتقدك
كثيراً , وذبذبات صوتك تأتي متقطعة ..
فأقول
لك :
-
لا تخفْ , سنكمل ما بدأنا به ..
فتُجيبني
نعم ..
فأوضِّح
لك بشجنٍ :
الآن
صوتك أكثر عذوبة ونقاء ؛ فتصمت وباستحياءٍ تجيب :
فليذهبْ
عنكِ شبحك الكهل ، لنزفَّ النورَ دون خوف أو حياء .
خالد
لحمدي .