أحقاً رَحلتَ ياأبي ..؟
..



خالد لحمدي
  23 يونيو 2013م



صحيفة المسيلة العدد ( 828 ) الأربعاء 19 مارس 2014م
.....





  رحلت وفي داخلي لايزال شوق لصوتك العابق بالصدق والفرح ، لدفئك الذي يفيض ولاينتهي .. كنت شلال حب يغمر الروح وفي غفوة رحل كل شيء ، فأنهارت جسور كبريائي ، ذهب الأمان وتسلل الخوف نحو روحي ومسالكي ، وكم صحت بك مستنجدا وقد صرت لا أرى شيئا سواك ، رحلت الى عالم الخلد ومُتَّ أنا في متاهات زمني ، ووجع  يحاصرني وضباب  ووحشة تتمدد في داخلي ، تزيدني هوة واتساعاً .. اسمع صوتك يأتي الي . يُحلّق حولي . احاول الذهاب اليك فلم استطع . وكيف تجي أنت الي ..؟  في حاجة واشتياق  اليك وقد مسّني الضر .. وانتحر الصدق حولي وصار الكون مرتديا ثوب النفاق ، ومات الوفاء وذهب النقاء وقد صار جرحي بَعدك أعمق وعيناي تبكي لوجع رحيلك بلهفة إبناً ووحشة نبي ، وأني أرى سوادا كثيفاً يُحلّق حولي  ويوشك أن يفتك بي لأني افتقدتك وقلبي يفيض اشتياقا وحبا فقيل للحب أنه غبي ، نعم قيل لي ذلك ياأبي .. لأني أًحبك حبا كثيرا فقد قيل عنّي بأني غبي ، أحقاً أني كنت غبي ..؟  وهل تدر أني أشتم عطرك ورائحة ملابسك القديمة واسمع صوتك يجيء هامساً ندي التحايا على جنح غيمة .. أبي ياأبي .. أحقا ماقاله لي الرسول بأنك قد مُت ياأبي محال فأنت حيا لاتزال وقد كذب من قال مات أبي ، فلاعيش بَعدك وكيف يكون وأنت الحياة نعم ياأبي ، سواك بقلبي لايساوي شيئاً ، فأنت وجودي ولاشيء بَعدك فنم في جنان الخُلد وأهنا ، ولك كل لحظة أدعوا وأدعوا بأن يسكنك العلّي الغفور الفردوس مع الأنبياء الصادقين وسآتي اليك قريباً قريباُ فروحي اليك مشتاقة ، فمن بعد هذه اللحظة لن أكون وحيداً لأنك حي معي .. فهاهي ظلالك أسير بها وتخطو معي الى جانبي ، إليك حبيبي أنا قادماً دقائق ثوانٍ فقط ياأبي ، فدعني أُساعدك وأمسك يدك وأُقبّل رأسك الأشيبي أنا متعبٌ متعبٌ ياأبي ودربي ضباب وغيماً كثيف وخطوي يسابق زماناً رديء ، فهل تدر أني أشتم عطرك ورائحة ملابسك القديمة واسمع صوتك يجيء هامسا ندي التحايا على جنح غيمة ، أبي ياأبي .. أحقا ماقاله لي الرسول .. بأنك قد مُت ياأبي .. محال أنت في القلب  لا لم تمت وقد كذب من قال مات أبي 



المشاركات الشائعة من هذه المدونة